8 أشياء عليك فعلها بعد الثامنة مساءً إذا أردت أن تكون سعيداً
إن الحصول على حياة مليئة بالسلام الداخلي والرفاهية العاطفية يتطلب أكثر من مجرد تحقيق الإنجازات خلال النهار. فكل لحظة من اليوم تؤثر على حالتنا النفسية والجسدية، والليل ليس استثناءً. لكن بعد الثامنة مساءً، يبدأ تأثير المساء على راحتنا النفسية بشكل كبير، حيث يتزامن هذا الوقت مع بداية انتقالنا إلى مرحلة الاسترخاء والهدوء بعد يوم طويل مليء بالمهام والضغوطات. في هذا السياق، يظهر أهمية اختيار الأنشطة التي تساعد على تحسين مزاجنا وتعزيز سعادتنا.
إن الليل هو الوقت الذي يمكن أن يساهم بشكل مباشر في سعادتنا أو في زيادة التوتر والقلق، بناءً على كيفية استغلالنا له. هذا المقال يتناول أهم 8 أشياء يمكن أن تفعلها بعد الثامنة مساءً لتشعر بالسعادة والراحة النفسية، مما ينعكس بشكل إيجابي على حياتك بشكل عام.
1. تقليل التعرض للشاشات
أصبح التعرض للأجهزة الإلكترونية أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على جودة النوم وصحة العقل، خاصة بعد غروب الشمس. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يؤثر على إفراز هرمون “الميلاتونين”، المسؤول عن تنظيم دورة النوم. وبالتالي، إذا كنت ترغب في تحسين حالتك النفسية والشعور بالسعادة، من الأفضل أن تبدأ بتقليل وقتك على الهاتف المحمول، الكمبيوتر، أو التلفزيون بعد الثامنة مساءً.
يعد الانفصال عن الأجهزة الإلكترونية فرصة جيدة للتركيز على نشاطات أخرى مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو ممارسة التأمل، مما يساهم في تعزيز الهدوء الداخلي وإعدادك ليوم غدٍ أكثر نشاطًا وسعادة.
2. القيام بالأنشطة الجسدية الخفيفة
النشاط البدني ليس مقتصرًا على ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في الصباح فقط، بل يمكن القيام بأنشطة خفيفة مساءً مثل المشي في الهواء الطلق أو تمارين تمديد العضلات. هذه الأنشطة لا تساعد فقط في تعزيز اللياقة البدنية، بل تُحسن أيضًا المزاج بشكل كبير. فعندما نمارس التمارين الرياضية، يقوم الجسم بإفراز الإندورفينات، وهي المواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالسعادة والراحة النفسية.
إن القيام بنشاطات خفيفة في المساء يعزز من الشعور بالاسترخاء بعد يوم طويل، ويتيح لك فرصة للتفكير بهدوء دون الضغوط اليومية. حتى المشي لبضع دقائق حول المنزل يمكن أن يكون كافيًا لتحفيز الدورة الدموية والمساهمة في تحسين النوم.
3. ممارسة التأمل أو تمارين التنفس العميق
عندما نواجه يومًا طويلًا من العمل والأنشطة المختلفة، غالبًا ما تتراكم مستويات التوتر والقلق. لذا، يعتبر وقت ما بعد الثامنة مساءً هو الوقت المثالي لممارسة التأمل أو تمارين التنفس العميق. فهذه الأنشطة تساعد على تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء الذهني والجسدي.
أظهرت الدراسات أن التأمل يمكن أن يساعد في تحسين الصحة العقلية والعاطفية، كما أنه يساهم في زيادة الوعي الذاتي والراحة الداخلية. يمكنك ممارسة التأمل لمدة 10-15 دقيقة فقط قبل النوم، وهو ما يكفي لتحقيق تأثيرات إيجابية على حالتك المزاجية وراحتك النفسية.
4. الاستمتاع بوجبة عشاء صحية وخفيفة
الطعام له تأثير كبير على حالتنا النفسية والجسدية. بعد يوم طويل من العمل، غالبًا ما تميل إلى تناول وجبة ثقيلة أو غير صحية، مما يؤثر على جودة نومك ومزاجك في اليوم التالي. لذا، يُنصح بتناول وجبة عشاء خفيفة وصحية تحتوي على مكونات مغذية تعزز من مستويات الطاقة وتساعد في الشعور بالراحة.
من أفضل الخيارات لوجبة العشاء: الخضروات المشوية، السمك، أو الحبوب الكاملة. تجنب تناول الأطعمة المقلية أو الدهنية، حيث يمكن أن تؤدي إلى عسر الهضم واضطرابات النوم، وبالتالي تؤثر سلبًا على سعادتك.
5. مراجعة الإنجازات اليومية
واحدة من أكثر العادات التي يمكن أن تساهم في سعادتك بعد الثامنة مساءً هي قضاء وقت لمراجعة إنجازات اليوم. يُنصح بأن تأخذ بضع دقائق للتأمل في ما أنجزته خلال اليوم، حتى لو كانت الإنجازات صغيرة. هذا يعزز من شعورك بالإنجاز ويمنحك الثقة بأنك تمضي في الاتجاه الصحيح.
إن ممارسة هذا النوع من التأمل يساهم في تعزيز تقديرك لذاتك ويزيد من مشاعر الرضا. وبذلك، يمكنك أن تنام مرتاحًا ومتطلعًا إلى تحقيق المزيد في اليوم التالي.
6. الاسترخاء مع كتاب أو موسيقى هادئة
يُعد القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة من أفضل الأنشطة التي يمكن أن تمارسها بعد الثامنة مساءً لتحسين مزاجك. قراءة كتاب ممتع أو حتى الاستماع إلى موسيقى هادئة يمكن أن يساعد على تخفيف التوتر وزيادة الراحة النفسية. يمكن للقصص الجيدة أن تأخذك إلى عوالم جديدة وتساهم في تهدئة عقلك، مما يساعد على التخفيف من القلق المرتبط بيومك.
إذا كنت تفضل الموسيقى، حاول الاستماع إلى مقطوعات موسيقية ناعمة مثل موسيقى البيانو أو الأصوات الطبيعية (مثل أصوات المطر أو الرياح). يساعد ذلك في خلق بيئة هادئة تحفز العقل على الاسترخاء.
7. الابتعاد عن الضغوطات والعمل
يعد الحفاظ على توازن بين الحياة المهنية والشخصية أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في وقت المساء. بعد الثامنة مساءً، يجب أن يكون الوقت مخصصًا لك ولعائلتك وأصدقائك. حاول تجنب متابعة البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو التفكير في المهام التي لم تكملها بعد. من الضروري تخصيص وقت للاسترخاء والتواصل مع الأشخاص الذين تحبهم.
الابتعاد عن الضغوطات المرتبطة بالعمل في المساء يعزز من سعادتك ويمنحك الفرصة للاستمتاع بحياة شخصية متوازنة. هذا يمكن أن يساهم في تحسين صحتك العقلية ويجعلك أكثر سعادة في الحياة اليومية.
8. الاستعداد للنوم بشكل هادئ
يُعد التحضير للنوم بطريقة هادئة أمرًا مهمًا لتحقيق نوم عميق ومريح، وهو جزء أساسي في حياتك اليومية إذا كنت تسعى للسعادة. من العادات الجيدة التي يمكن ممارستها بعد الثامنة مساءً هي تجنب تناول المنبهات مثل الكافيين أو الشوكولاتة. كما يُنصح بالاستحمام بالماء الدافئ أو استخدام الزيوت العطرية لخلق بيئة مريحة ومحفزة للنوم.
النوم الجيد يؤثر بشكل مباشر على سعادتك، حيث أنه يساعد في تجديد الطاقة والتعافي الجسدي والنفسي. بإعداد بيئة مناسبة للنوم، مثل تقليل الإضاءة ودرجة الحرارة، يمكنك أن تنام بشكل أفضل وتشعر بسعادة أكبر عند الاستيقاظ.
الختام
عندما نختار الأنشطة التي نقوم بها بعد الثامنة مساءً بعناية، يمكننا أن نؤثر بشكل إيجابي على حالتنا النفسية والجسدية. كل نشاط من الأنشطة المذكورة يساعد في تعزيز الراحة الداخلية والسعادة، ويعزز من جودة حياتنا اليومية. تذكر أن السعادة لا تكمن فقط في الإنجازات الكبيرة، بل في العناية الذاتية اليومية التي تجعلنا نشعر بالسلام الداخلي والرفاهية.
